I made this widget at MyFlashFetish.com.

الجمعة، 28 مايو 2010

إغتصاب الميكي ماوس ..




تعجبني أغاني الأوبيرا للموسيقار ذو الحنجرة الذهبية " أندريا بوتشيلي" , و تحديدا برائعته " لي فوغ ديل سينزيو " , صحيح بأني لا أجيد اللغة الإيطالية أو الإسبانية و لكن لوهج هذا المغني سحر خاص يسيطر على العقل و الروح في ثوان محدودة .. أذكر عرض حي أحياه في روما عام 2007 .. سحر الألباب و تألق كقلاعها و أعمدتها في ليالي الخامس و السادس من يوليو! من أسرة فقيرة لا تملك قوت يومها , تاه بين قلة العلم و الجوع في شوارع مدينته وهو أعمى لا يبصر .. تفوق و من لا شيء صنع كل شيء ! لكل محبي الأوبيرا الحديثة ذات النغمات الرقيقة أنصحكم بسماعة ..



****

مرت أيام الصيف الحارق بالعاصمة عمان روتينيه لا شيء مميز فيها سوى لحظات المساء المنعشه على التراس الخارجي الخلفي لمنزلي , حين يختلط الهواء المنعش بنسمات الليل العليله , تتوازن الحراره و أصغي لصوت نافورة حوض السباحة مع قرقعة الماء في " أرجيلتي " الكريستالية في كل ليلة .. بحضني اللاب توب الخاص و بجانبي موقد الفحم و كأس الفودكا مع التفاح أو الجين مع التونك و كثير من الثلج.



-سوجي , يا سوجي : تعي غيريلي الراس و حطي كمان فحم على النار , سوووووجي ..


عن سوجي أريد أن أحدثكم :



سوجي خادمة جديدة في المنزل , كانت تعمل بأحد قصور الأمراء بالخليج لفتره تزيد عن خمس سنوات , فيليبينية الأصل تعدت العقد الثالث من العمر ,تزوجت و انفصلت عن زوجها من دون إنجاب أو حبل , كانت رائعة المظهر و دقيقة الملامح , تسعى جاهدة لكسب المعرفة بكل حواسها , فخلال أسبوع من الزمن تعرفت على النمط الفردي لجميع أفراد المنزل , تحضر القهوة لشاربها قبل أن يطلبها و تحضر الحمام لي بالموعد . كانت رقيقة التعامل و مهذبة , تسعى جاهدة لأن تكون محبوبة و عند حسن الظن , و فعلا قد كانت كذلك.
بعد فترة ليست بطويلة قالت لي سوجي بعد إلحاحي لمعرفة أسباب إنفصالها بأن زوجها كان يخونها مع صديقة لها أثناء عملها بالخليج , كانت ترسل له كل ما تختزنة من مال في سبيل شراء قطعة أرضية بالتقسيط.




بعد إنتهاء عقد عملها بالكويت و سفرها للفيليبين , إكتشفت بأنه لا يوجد أرض و لا بيت و بأن زوجها قد كان يصرف كل تلك النقود على معشوقته و فسقه و مشروبه. كانت تتحدث بحزن شديد عن تلك الفترة الزمنية , و قالت لي قبل أن أختم الحديث معها بأنها تحاملت على نفسها و قررت بأن تنسى تلك الخمس سنوات من عمرها و بأن تقبل على العالم من جديد .. و نصيبها إختار لها الأردن كبلد للخدمة فيه , حضنتها و أشرت لها بأن تعتبرني كأخ لها و أن لا تضع أي حواجز بيننا بالتعامل ! شكرتني فقبلتها ..


أسابيع قليلة بحت لها عن كل شيء بحياتي , قلت لها عن شذوذي الجنسي و رغبتي في أن أكون مع رجل و ليس مع بنت في السرير . أشرت لها بأني منذ صغري و أنا أفتن بالرجل الوسيم ذو القامة الطويلة . و بأني كذلك منذ الصغر و انا أحب المكياج و العطور النسائية المغرية مثل " كوكو مادموزيل " و ما أملكه في غرفة نومي من كريمات و مكياجات كله لي و خاص بي أنا وحدي , عرضت عليها صوري مع عصام القادري و قلت لها بأنه تزوج . سوجي لم تمتلك القدرة بأن تخفي معالم دهشتها من محياها الدقيق حنطي اللون , كانت مقفلة الفم معقدة اللسان و إذ بها بعد شرح طويل و انا أجلس على " المرجيحة " و هي بجانبي تقول لي :



-و ماما هي بعرف كل هادا حكي .. تقولها بالعربية المتكسرة
-أجبتها : هي بتعرف كل شي بس ما بتحب تحكي عن شي ,
-يعني انت باسل بتحس انك من جوا بنت ولا ولد ؟
-ااااااااااااه عليكي يا سوجي على هالسؤال !
-متأسفة.
-لا عادي حبيبتي , شوفي تأكون صريح معك , انا من جوا بحس حالي أنثى , بنت , صبية أو ست . ما بحس حالي رجل أبدا .
-طب ليه انت بتلبس زي الرجل ؟
-لأنو المجتمع الي أنا في هيك بدو ياني , لو انا عايش برا كنت طلعت بنت . بس متل ما انتي شايفة , ما بطلع من البيت إلا وأنا حاط " فول ميك أب " و ما في ولا شب بشوفني إلا بقولي أنت يا باسل أحلى من ألف بنت . بس حتى مجتمع الجيز بالأردن بحبو المنظر الرجولي و قليلين الي بحبوا الأشكال النعومة الي متلي , بكونو يا كبار بالعمر يا زلام متزوجين !
-انتي كتير حلوة يا باسل ,
-هاهاها .. الله يجبر بخاطرك يا سوجي !


بالفعل كانت سوجي عزيزة على قلبي , كلامتها تلك الليلة رفعت معنوياتي, فتحت محفظتي و أعطيتها مبلغ من المال فشكرتني و هي تتجه مبتعدة بخطى متعثرة و تقول لي بصوت منخفض رقيق مزج بالإنكسار:



-شكرا شكرا شكرا شكرا ..


بدأ الفصل الدراسي الأول في الجامعة الأردنية .. و التي تعد من أقوى الجامعات أكان على الصعيد المحلي أم الإقليمي , كان ملفت لي في اول فترات الدوام الجامعي ذلك المكان الكبير الذي يجتمع فيه الطلاب من كل صوب و ناحية , مختلفين العقيدة و الطبقات و الجنسيات , كانت الجامعة تحوي على أكثر من سبعة و ثلاثين ألف طالب و طالبة في مختلف تخصصاتها الكلاسيكية .. نتشارك جميعا في رقعة كبيرة شاسعة المساحة في أحراش غابية تحتوي على أشجار صنوبر و سرو عظيمة و كبيرة و عديد من الكليات العلمية و الإنسانية تنتشر على إمتداد الأفق و النظر .


كليتي الإنسانية , و في طوابق علم النفس كان واضحا جليا تقسم الطلبة لنوعين : الأول شديد التدين من طبقات إجتماعية لا أتجرأ على أن أقول بأنها دنيا , يتميزون بالتفوق و بحجز المقاعد الأمامية في الصفوف و المحاضرات . أما النوع الثاني فهو لأصحاب الطبقات الإجتماعية العليا , يتميزون بقلة حيائهم و دينهم , يحضرون بلا كتب و بلا عيون خجلة . أصحابه إن كانوا شباب أم بنات قليلو الأدب و كثيروا البهرجة , ظاهر جليا بأنهم حضروا لعرض الثروة و النعمة و بأن العلم آخر ما يعنيهم !



أتذكر بوضوح تلك المحاضرة " مقدمة في البحث السلوكي " و التي كان يلقيها دكتور ورع كبير بالعمر , بعد بدأ المحاضرة بأكثر من نصف ساعة دق الباب و فتح بدون أن يؤذن له , دخلت فتاه شقراء تضع كم هائل من المساحيق التجميلية على وجهها , ترتدي لباس ملفت تخجل أي بنت من إرتدائه في حرم جامعي كذالك , أصبحت صديقتي لاحقا , فدار بينها و بين الدكتور الحوار التالي :


-شو يا بنتي , ليه هيك متأخرة ؟
-شو أعمل يعني ؟ ما كان في باركينج للسيارة
-مرة تانية حاولي تيجي بكير لو سمحتي
-تنظر إليه بتوعد و تقول بجرأة : شو يعني بتسمحلي أفوت على المحاضرة ولا ممنوع ؟ و بعدين خليهم يحطوا " فاليه بارينج " على البوابة إزا بدك أجي بكير ..
-صعق الدكتور من جوابها و أشار لها بيدة بأن تتفضل !


كان جدولي الدراسي صباحي الموعد , محاضراتي تلي بعضها البعض , ذلك الكم الكبير من الطلاب كان يجعلني شديد التوتر و غير قابل على الإنخراط بأي نوع من العلاقات الإجتماعية , و لكن بنفس الوقت لم يكن ذلك المجتمع ليمنعني من أن أكون ما أريد , بالفعل فقد كنت ما أريد ان أكون , ألبس ما أريد بالطريقة التي أريدها , و كنت دائما أضع المكياج على وجهي بطريقة ملفتة و كأني أتحدى ذلك المجتمع بأنواعه الإثنين , و إن كانت كلا نظراتة إستحقارية الطابع إلا اني كنت سعيد بأن أكون محور حديث جميع من أمر به أو خلاله .
ما زلت أتذكر سعيد , ذلك الطالب أردني الأصل من أحد العائلات العشائرية الكبيرة , كان يسترق النظرات في كل محاضرة نتابعها سويا ! كانت عيونة تخبرني بكل شيء , كان يلتفت حوله بحذر شديد و كأنه يريد أن يتأكد بأن لا أحد يناظرة , فينظر إلي و يبتسم بخجل واضح , أرد إبتسامته بإبتسامه و عيونه حالها يقول :



-لو سمحت حاب أتعرف عليك


فأنظر إليه و أبتسم و عيوني حالها يقول :


-و الله ما راح أحكي معك يا معقد إلا لما تيجي بنفسك



أبتسم و يبتسم كلما كان وحيد الرفقة إلى أن جاء أحد الأيام حين كنت متجه للموقف الخارجي للسيارات و إذ بسعيد يمشي برفقة مجموعة من أصدقائة , و في تلك اللحظة التي توازيت مع تلك المجموعة أسمع صوت أحد البنات تقول لبقية أفراد المجموعة :



-شوفو هالولد , و الله شكلو متل البنات و عامل مليون عملية تجميل ... يختي يختي على هالشباب , أكيد هادا جي !


فيصدرون جميعا الضحكات و من بينهم سعيد الذي أجبر وقتها لمجاملة أصدقائه على حساب قناعاته و شهواته .. لم لأنزعج أبدا و لكني حين كنت أرمق نظراتة المبتسمة بعدها كنت أشيح بوجهي بتقزز .. فهم الرسالة و كأنه يقول : والله مو بأيدي !


قرب إنتهاء فصل الصيف و لا يزال حالي كما هو , حتى أصبت بنوع من الكئابة بسبب ذلك الروتين و من فرط حاجتي لصديق في تلك الجامعة التي بدأت أكرهها و أكرة الذهاب إليها في كل يوم .



جلست بأحد الليالي بالمنزل بعد أن أخذت حماما هادئ و مرخي , تعطرت و لبست أحد " التوبس " المخصصين للنوم , كان لونه أحمر يحمل على الصدر صورة ل " ميكي ماوس " و هو يأكل المصاصة الحلزونية , لا أذكر أين كانت أمي ليلتها و لكنها لم تكن بالمنزل , فجلست أتابع أحد الافلام على التلفاز و إذ بجرس الباب الكبير يدق :



-سير , هادا عم أنت عبدالله .
-خلي يفوت الله ياخدك . و روحي جيبيلي بنطلون خليني ألبسو !



كان عمي عبدالله أصغر من والدي بحوالي خمس سنوات. كانت علاقاتنا الأسرية شبة منقطعة معه و مع عائلتة قبل أن ينفصل عن زوجتة الإيرانية ذات الجمال المتميز . إنفصلا بهدوء بعد مشاكل عدة بسبب فرط شربة و لأنه كان يعتدي عليها بالضرب حتى رفعت علية قضية خلع كسبتها بأقل من أربعة شهور . كان شديد البأس و حاد المعالم , لا أحد يحبه و هو لا يحب أحد . يعمل كرئيس تنفيذي لمجموعة عقارية في عمان و دبي. لديه ثلاث أولاد كسبت حضانتهم زوجته صفاء.



-اهلا عمو .. تفضل


-نظر إلي بعيون غريبة و قال : أهلا فيك يا باسل شو أخبارك عمو ؟ قالها و هو يفتح ذراعيه لضمي .
-والله الحمدلله , بس الجامعة صعبة شوي ! قلتها و انا أرتمي بحضنة .
و نظرا لقصر قامتي مقارنة بطول قامتة , فشعر بيديه الإثنتين تتحسس ظهري و تنزل للأسفل و هو يقول :
-معلش عمو , كل شي صعب


شعرت بخوف بدأ يتسلسل بذاتي قطعته سوجي و هي تتقدم من البعيد تقدم لي البنطالون , فنظرت على العم عبدالله بخجل و أنا أرتديه .. الغريب بأنه لا يزال ينظر إلي بنفس تلك النظرات , حتى شعرت أنا بالخجل وانا أرتديه لدرجه بأني فقدت السيطرة على النظر إلية .



-سوجي بليز إعمليلنا تنين قهوة , واحد بسكر و التاني بدون .
-لا لا يا عمي , انا ما بدي قهوه ولا شي , بس اليوم الوالد إتصل في و قالي أمر على المكتب تاعو بالبيت هون و أخد كم ملف مهمين ! ممكن أفوت على المكتب تاعو لأني بدي أروح .
-تفضل يا عم البيت بيتك , قلتها بصوت متقطع و أنا أشير له بيدي بأن يذهب بكامل حريته ..



كان صوت خطواتة الواسعة يمليء صالات المنزل الذي بات خفيف الإضائة , حتى أن لتلك الخطوات صدى شعرت بأنه يغطي على صوت التلفاز .. أضئت كامل الأنوار متعمدا و جلس بغرفة الجلوس و انا أشعر بعدم إرتياح بالغ .



-باسل , لو سمحت يا عمو تعال شوي ,


من دون أي إدراك , حملت نفسي و بدأت أمشي بخطوات غير مستقيمة نحو غرفة المكتب الخاصة لأبي , تعديت الدرج الرئيسي للبيت , مررت بالمكتبة و ببهو الإستقبال .. باتت إضائة غرفة الجلوس تخف تدريجيا بينما ضوء أصفر خفيف يشع من غرفة مكتب أبي بقوة و التي تفصلني عنها خطوات بسيطة , تزايد نبض قلبي و لهث أنفاسي , شعرت بتلك اللحظات و كأنها سنة شمسية لا بل وكأنها قمرية . مع أن كلها ثوان معدودة كانت جميعها لا تكفي لأن أجيبه و أقول له :


-نعم يا عمي هياتني جاي لعندك ...


دخلت غرفة المكتب و لكني لم أرة , سمعت صوتة من الخلف يقول لي :



-في ملف اسمة : حسابات دبي . ممكن تساعدني أدور عليه بين هالملفات هاي كلها على الرفوف ؟



و ما أن أدرت ظهري لمصدر ذلك الصوت من خلفي و إذ بعمي عبد الله يحضنني و يشدني لصدره و يقول لي بهمس وهو يحاول أن يضغط على فمي بصدره :



-هو لما إمك خلفتك كانت مشتهية بنت و لا شو ؟! أي والله انك احلى من مليون بنت ..
-نظرت إليه بتقزز و قلت له بصوت خفيف : عمو حبيبي شكلك شربان الليلة . لو سمحت سيبني .


لم يتركني عم عبدالله , و لم تفيده توسلاتي إليه بأني أعتبرة كوالدي و بأن يعتبرني كأبن له حتى قال لي العديد من الكلام البذيء, قال لي بأنه حتى لو كان عنده ولد مثلي لما كان ليتركة . قالها و هو يغلق الباب بالمفتاح و أسمع صوت قفلة يدور في البكرة .. عمو بليز تركني , إنت مكانتك متل الوالد , حرام عليك .. كانت هي جميع تلك الكلامت التي أكررها , أما هو فلم يكن ليسمع شيء مما كنت أقول , إنقض على كالوحش و بدأ يلعق رقبتي و شفتي السفلى أما ذقنة كانت تلامس خدي الناعم فشعرت بأشواكها كأشواك الشوك .. شعرت بأنفاسة الحارة تختلط مع أنفاسي و توسلاتي التي كانت كاللتي سبقها و لكنها كانت هذه المره مع محاولات دفعة ليبعد عني , كان يضحك و هو يقول :



-و لك والله انك حلو و احلى من ألف بنت .. حتى بعياطك و توسلاتك بتزيد هياجي , أخ عليك يا أخوي شو هالخلفة الي مخلفها !
بدأت أبكي بعد أن قلبني على بطني و أنا أشعر بجسدة الكبير يضغط علي من الخلف وهو يحاول أن يخلع عني ثيابي , الغريب بالموضوع بأني لم أصرخ رغم كل تلك المحاولات من الخلاص منه, كانت صورة والدي على الحائط معلقة وهو يجلس على مكتبة وغليونه بفمه .. شعرت بأنه كان ينظر علي وعلى أخوه الذي يحاول إغتصابي , نظرت إلى الصورة و تمتمت بخوف و كأني أخاطبها :


-يا بابا....يابا وينك يابا ؟ تعال إلحقني و شوف أخووووك شو بيعمل بابنك !


حسبي الله و نعم الوكيل فيك يا عبدالله ...

الاثنين، 24 مايو 2010

مشاركة شخصية ..



منذ الليلة الخلت , و بعد أن تأكد موعد سفري للعاصمة الأردنية عمان خلال فترة أقل من أسبوع , و انا أحاول جاهدا ترتيب حقائبي التي لغاية الآن تزايد عددها لأكثر من ثلاث حقائب .


ما أثار فزعي هو كمية الملابس و الأغراض الخاصة التي أنتقل بها كلما سافرت , من مكان لآخر , إكتشفت اليوم بأن تلك العملية لنقل ذلك الكم الكبير من الملابس و بالأغراض في كل سفر خاص بي ليس لحاجتي إليها أبدا , و لكن من فرط تعلقي بالماضي.
الملابس لكل منها ذكرى معينة , جزء منها يرتبط بلقاء مهم , جزء آخر يتحدث عن فترة صعبة , جزء يذكرني بيوم جميل أمضيتة على البحر و جزء آخر قد لمسة حبيبي وأنا أرتمي بحضنه !


أما الأغراض , فكميات العطور المتنقلة معي شجعت اليأس بأن ينمو داخلي , العديد من زجاجاتة و كل واحدة تذكرني بيوم و حدث معين , كل رشة منه أتذكرها و كأنها نثرت قبل يوم , اثنان أو ثلالث بالأكثر . و كذالك هو حال الساعات و الحقائب و الأحذية !


غريب تعلقنا بالأماكن و الأغراض , هل هو خوف من الغد و مهجول الغد ؟ أم هل هو فرط الحاجة للإمتلاك ؟


حدثت صديق عزيز على قلبي وقلت له عن فرط حاجتي للترحال بكل ما أملك فقال لي بأنني أرفض التخلص من أي شيء لأني أخاف من أن أواجه الحقيقة التي تقول بأن ما أريد أن ابقى على ذكراه فقد تخلص مني و تخلص من ذكراي منذ اليوم الأول !


اليوم أكتشفت بان التعلق بالماضي ... هروب
و بأن إنتظار من يحيي ذكراك بقلبة ... عبث
و الإمتلاك ليس بهواية و إنما ... خوف !


المحزن في الموضوع بأني وانا أعيش بداخل كل تلك الفوضى وجدت في أعلى درفة من مكتبي الخاص المصحف الشريف , قبلته و مسحت به وجنتي فشعرت بالخزي من نفسي .


كل شيء مرتب , كل شيء نظيف .. ليس فقط بل ولامع , إلا هذا الكتاب المقدس , فقد تكدس علية الغبار و تجمع بصورة آذت عيني و قلبي ..

أمددني المصحف الشريف و أنا أمسح من على سطحة تلك الغبرة شعور بالتقزز من نفسي , من الخارج ألمع و أضيء , و من الداخل خفيف , هش , و قذر . طوال أكثر من سنة من الزمان , لم ألمسه قط و لم أقرأ في صفحاتة , مع أني قد حاولت جاهدا بأن أحسن من نفسي دينيا , لا أعلم هل نسيت أو تناسيت أن أقرأ فيه ! ولكني اكتفيت بأن يكون حارس لي في وحدتي و حاضرا لي في جنبات الليل القاتم الموهش ..


أسألك يا رب أن تغفر لي و لكم ذنوبي و ذنوبكم.

الجمعة، 21 مايو 2010

الحلقة الأولى .. شريط ذكريات


على قمة أعلى جبل في كابرون- النمسا وهو شتاين هورن , و بعد أن دفعت والدتي ثمن ثلاثة تذاكر , إرتديت زي التزلج و انا مبهور بعظمة ذلك المشهد الماثل امامي...

هل هي لوحة " الحلم الأبيض " لفيفيان فونتا ؟ أم هو منظر طبيعي يستشعر عظمة الخالق بكل رونقة و دقته ؟


- ماما ما بدك تتزلجي معي ؟
- باسل أنا جيت هون مخصوص شان نجاحك , يلا حبيبي انا بالكافيه مع ميشيل .

ميشيل صديقة أمي , نمساوية الأصل تزوجت من رجل سعودي وأسلمت على يديه , و لكنها لا تمت للإسلام و لا للمسلمين بصلة .
درست علم التنويم المغناطيسي في النمسا و مارسته بين السعودية و النمسا خلال عقد من الزمان حيث مكنتها تلك الممارسة من كسب الكثير حتى اشترت فيلا كبيرة ذات إطلالة مميزة في مدينة كابرون و التي تبعد عن فيينا حوالي الساعتين.
ميشيل إمرأه قوية بكل معنى الكلمة .. تملك تلك الجرأة الواضحة الممزوجة بتقاسيم وجهها المعبرة مع تلك التجاعيد التي خطها الزمن حول عينيها والتي تشعرك بأن نظراتها تخترق جسدك , لتكتشف من أنت في أول دقيقة ...
حين لقائي بها حضنتي و قبلت جبيني و هي تقول : انت عندك مشاكل كتير..
خفت منها و قلت لها : الله يسامحك يا آنتي , انا لسا هلأ تخرجت و نجحت بدراستي , ملحقيين على المشاكل !
وقتها علمت و أيقنت بأن التنجيم و السحر و الغيبيات هي من ضرب من ضروب الحقيقة لا الوهم .

إخترت اللباس ذي اللون الأبيض من بين الأزرق و الأسود , و لبست تلك القبعة الفرو الكبيرة , أما عدسات نظارة الشمس فاخترت نظارتي " ري بان " التي تناسب وجهي ...


كانت أول مرة بحياتي أرتدي المزلاج و أمسك عصاته , بخطوات جريئة بدأت من الإقتراب على الثلج الذي غطى كل ما أمامي بالأفق . كنت أرى الناس يندفعون بكل جرأة و حماس نحوه .. ترددت و بعدها قلت لنفسي : يلا يا أهبل ما راح يصيرلك إشي ! و دفعت بكامل إرادتي كل جسدي و ارتميت به على تلك المرتفعات المكسوة بالثلج المتيبس البارد ..


- أووووبااااااااااااا
لا أستطيع وصف ذلك الشعور , لقد كانت الزلاجة أسرع مما كنت أتصور , و بلحظات فقدت السيطرة على نفسي و انقلبت على ظهري من فرط السرعة .. كان منظر المدينة من أمامي في غاية الجمال و الدقة , بيوت ريفية صغيرة متلاصقة الزوايا , و العديد من المداخن التي لا تعد تنفث الدخان من خلالها فتخلق من المنظر لوحة جميلة تتلاعب الطبيعة في رسم تفاصيلها.


وصلت للنهاية و اخترت الصعود مجددا للتزحلق من جديد و لكن ليس سيرا على الأقدام و انما من خلال التيليفريك المكشوف , ركبته وقد بدأ الهواء البارد يلفح وجهي , تكسرة أشعة شمس المتلونة على بياض الثلج الناصع , خلقت من الجو مكان كلعب الأطفال الصغار , الجميع يلعب بفرح و يتشارك بالإبتسامات و الدهشة و السعادة.


في الدورة الثانية , من جديد رميت جسدي لكني هنا اخترت بأن اتزلج على الثلج بدون زلاجاته . بسرعة شديدة كما المرة الأولى بدأت بالتزحلق , كان منظر الأفق مدهش و غريب و بثوان نقلني فكري من الواقع للحلم . تذكرت عصام القادري و سألت نفسي ماذا يفعل و هل كنا سويا سنلعب بالثلج في جبال لبنان كما وعدني مسبقا ؟ تذكرت تامر و سفره و تمنيت بأن يكون معي في مكان جميل كهذا ..
الغريب بأني شعرت بضيق بالغ , و لكن كان هذا الضيق لذيذ الطعم و طيب المذاق . صور الماضي بين محرمات حبي لذلك الرجل الذي غادر حياتي من أجل تقاليده و محرمات رغبتي بأن أكون برفقة رجل حنون يعطف علي و يلعب معي بكرات الثلج . قطع حبل أفكاري صوت رجل و امرأة , يحضنها من الخلف و يتكلمون بكلام أجهله و لكنه غرامي الطابع .. فزاد فوق ضيقي ضيق ! .


- أوووف يا باسل , يلا خليني أطلع مرة تالتة عن طريق التلفريك . حدثت نفسي

في النمسا كانت أيامي جميلة , تعرفت على عدد كبير من أفراد عائلة أمي و التي كانت تتباهى في كل مجلس وبكل فخر بي و تقول بأني أحسن ولد بالعالم لأني نجحت بالآي جي , تقبلني و تطلب مني بأن أجلس بجوارها و تتحدث بالساعات عن والدي و عن الحياة بالأردن بأنها لا تطاق و بأن المجتمع يهتم بالمظاهر فقط , كانت تتحدث عن معاناتها في التأقلم مع هذا المجتمع الذي لا يرحب بأي عنصر خارجي و بأنها كانت تفضل بأن تسكن بعيدا عنه و لكن ظروف الحياة كانت أقوى من إرادتها .. تعجبت منها و من كلامها إذ أن والدي قد قدم لها كل ما تتمناه و جعل منها أميرة على كل نساء العاصمة ! طبيعتها الأنانية لا تخجلني من ذم والدتي , لا ينقص حبي لها و إنما تعاطفي مع والدي بدأ ينمو مع الأيام .. رجل يكرس حياته لخدمة غيره !

في يوم بارد نسبيا حدثني أبو أحمد و هو المسؤول عن مكتب ابي في عمان و قال لي بأنه يجب أن أختار التخصص الذي أريده في الجامعة لأنه لا يوجد المزيد من المقاعد لذوي أصحاب المعدلات المقبولة . لا أخفيكم بأنه وقتها كنت أرغب بأن أسافر على بريطانيا فورا للدراسة الجامعية فيها , و لكن الوالد كان شديد الرفض و كان دائما يقول لي كلما فاتحته بالموضوع :


- انتا لو بتعيش بأوروبا راح تضيع .. خلص البكالوريوس بعمان و بعديها راح ابعتك وين ما بدك حتى لو على القمر .

كنت على يقين بأني لو أردت السفر لبريطانيا لتم ذلك عن طريق والدتي و ضغوطاتها عليه , و لكني للآن لا أملك الجواب الجازم لسبب تفضيلي البقاء بعمان وقتها , ربما لأني كنت أشعر بأني سأكون بنفس العاصمة التي يسكن بها حبيبي السابق .. " آت ليست ممكن أتنفس نفس الهوا الي بتنفسو"


- أوكي يا أبو أحمد , انت اسمع كلامي منيح
- معاك يا باسل تفضل
- أنا بدي أفوت الجامعة الأردنية , و سجلني بتخصص علم النفس


كان تخصص علم النفس لأصحاب المعدلات العالية نسبيا , و لكن كحال كل شيء بالأردن , بوجود المال فكل شيء ممكن و متاح , حتى و إن رغبت بدراسة الطب البشري !

يومان إثنان كنت خلالهماا طالب مسجل بالجامعة الأردنية بعمان , بتخصص علم النفس و بداية الدوام بعد أقل من شهرين من الزمان .
اكثر ما كان يلفت نظري في النمسا هو الخضار الممتد على مدى البصر في كل مكان أزوره ...

وبالرغم من ان طابع الزيارة عائلي نوعا ما و لكن سعادتي بالنجاح الذي حققته كان كبيرا جدا , خصوصا انني قد مررت بظروف صعبة جدا بدايتها من أحمد الإماراتي في مصر و آخرها خوفي من الرسوب و بمعجزة إلاهية للنجاح.

أرجع بالذاكرة لبضع أيام مرت حين علمت بأني اجتزت كل موادي المقررة بنجاح , و قارنت نفسي بتامر الذي كان لا يقبل إلا أن يكون الأول بكل مادة , أما أنا فبس " بدي السترة " . حينها عملت لي أمي حفلة لثلاث ليالي إحتفالا بالنجاح الباهر الذي حققته , رفضت إنتظار والدي لأن يعود من رحلة عمله و قالت :


- بس بابا بيرجع بنعمل كمان حفلة ....


رقص و غناء و ثمالة لغاية ساعات الصباح الأولى في كل ليلة , قٌدم فيها كل ما لذ و طاب من مأكولات و شروبات كانت تحضّر خصيصا في مطبخ المنزل .


اما اكثر الهدايا التي نالت على اعجابي ساعة روليكس ما زلت أحتفظ بها لغاية الآن ولكني لا أحبها أبدا لانها تشعرني بكبر السن !!
تمنيت بأنها لو كانت سيارة جديدة أتباهى بها أمام جميع أصدقائي في ليالي الحفلة حين يثمل الجميع و أخرج للساحة الأمامية للبيت و أرقص شبة عاري و الموسيقى تصدح في كل مكان و لكن السيارة كانت من نصيبي في أول يوم جامعي لي ..


كنت في كل ليلة من ليالي الحفلة , و بعد لقاء عقارب الساعة الثلاث ببعضهم , أخرج أنا و رفاقي و نحن بحالة زهو بالغ للساحة الأمامية من المنزل , أرقص بتعمد واضح و صوت موسيقي مزعج لأزعج الجيران و خصوصا الجارة أم علي التي تسكن بالبيت المقابل لبيتي والتي بليلة من ليالي شهر رمضان الماضي رأتني و انا اتسلل من بوابة الكراج الجانبية لأخرج برفقة أحدهم و الذي بالطبع كان ينتظرني على زاوية الشارع , رأت كل ذلك من نافذتها فأصبحت عندما تلمحني تقول :


- استغفر الله العظيم ..

كنت أرقص و كأني اتعمد أن أؤذيها بصياحي و إزعاجي , أضحك و أنظر إلى نافذتها و أقول يلاا يا شباب هزوو هزوو , كان علي ابنها شاب جميل الهيئة يكبرني عدة أعوام , و لكن الفارق الديني الشاسع لم يجعلنا ننسجم إطلاقا .


اوشكت رحلتي للنمسا على النهاية , كنت بحاجة للرحيل و شعرت بحاجة كبيرة لغرفتي , إشتقت لسريري و حمامي , كمبيوتري الشخصي و حياتي بعمان . و نظرا لصعوبة اللغة الألمانية المستخدمة لم أكن أفهم العديد من الحوارات , مما أشعرني بالضيق و الرغبة بالرحيل . بدأت بشراء آخر الأشياء من العديد من المحلات للتحف و السوفينير , لا أدري لماذا وقتها اشتريت لوحتان صخريتان صغيرتان نقش عليهما علم النمسا و كتب تحته " ويلكوم " .. قلت لنفسي لحظة شرائها :

- خليها ممكن أعطيها هدية لواحد إزا تعرفت عليه من جديد .


ودعت أقربائي ووعتدهم بزيارة قريبة , قبلت ميشيل التي بدى ظاهرا بأنها تعرف عني أكثر مما أريدها أن تعرف .. شكرتها على حسن ضيافتها و على ذلك الترحاب. اما أمي الحزينة والتي لم تكن ترغب بالسفر , فأوضحت لها بأن بيتنا بعمان العاصمة و ليس بالنمسا .. وإنشاءالله بنيجي هون سون .


الرحلة التي دامت حوالي الأربع ساعات كانت سلسة نوعا ما, ولكن أمي كانت تكره ركوب الطائرات و تشعر بالتوتر بدون أي سبب , كنت اقول لها بأن موعد الوصول قد قرب , و لكنها كانت تتجاهلني و تكتفي بالنظر إلى خواتمها الأربع , تعدهم و تتأكد بأن عددهم أربع , لم ينقص خاتم أو يزيد !

عند الوصول لعمان في أول ساعات المساء , و بعد الوصول للبيت , شعرت بحاجة كبيرة للخلوة , ارتميت على سريري الوثير و قبلت وسائده الستانية الأربعة . خلعت كل ثيابي من فرط الحرارة قبل أن أفتح بوابة التراس الخاص بي و المطل على الساحة الخلفية , سفقت بيداي و قلت بصوت عالي :

- موتشو موتشو ..
من البعيد سمعت صوت كلبي حبيبي وهو يقول عاو عاو .. يركض من البعيد !


و قبل النوم جلست على الكمبيوتر الخاص و أول شيء فتحته هو برنامج " الإم اس إن " . كان لا يوجد العديد " أونلاين " , وقبل أن اقرر بأن أقفله , فتحت شاشة الحوار ..

- قال :هاي
- قلت : هاي
- كيفك ؟
- بخير شكرا , انت مين ؟
- أنا الي حاب أتعرف عليك .
- انا ما بدي اتعرف على حدا , عندي كتير..
- طيب على شو بتدور ؟
- تذكرت بأنه نفس الشخص الذي تحدثت معاه قبل سفري و قبل الإمتحانات . فأجبته فورا : انا بس بدور على المتعة .. يعني سكس و بس !


بدأ بالحوار بأنه لا يبحث عن علاقة جنسية و بأني حاد بكلامي معه و لازم أكون أكثر عملية , كلامه بدأ يضايقني و يزيد إستفزازي فقررت ان اضغط على زر " بلوك " .


قبل النوم بدأت بالتقلب على سريري , شعرت بحرارة الجو تنعكس على حرارة جسدي , وسائد الساتان خاوية من كل شيء , أما جهازي الخلوي فهو بارد كالثلج , زادت حرارتي و زادت معها حاجتي لرفيق يحيطني بحنانه و حبه , يشعرني بالأمن و الإستقرار و بأن الغد يستحق الإنتظار و التضحية . أفكار متضاربة خلقت من جو الغرفة و ضوء القمر المتكسر على جدرانها البنفسجية اللون مكان وثير للفكر المتأجج بالحاجة و الفقر العاطفي .

- الحب كلام فاضي .. الحب كلام فاضي !


ملاحظات قبل الإنتهاء :

لحظات صعبة للغاية وانا أكتب أول حلقاتي معكم الليلة , فأنا أشعر بكل حدث فيها و كأنه حدث اليوم , مع انها أربع سنوات .. ولكني ما زلت أتذكر كل تلك التفاصيل بدقتها و ألوانها .


أعتذر لكل من يتأذى من أي وصف جنسي يخدش الحياء , و لكني حاولت الإختصار قدر المستطاع و هذه هي الخلاصة و خاصة بالمشهد الأخير.


و بليز قبل ما أنهي بدي منكم دعاء نقي و صافي لأنو الأسبوع القادم إمتحان نهائي يعتمد عليه تخصصي الفصل القادم .


أصعب اللحظات هي تلك التي تنام وحيدا على وسادتك , حين تستيقظ في عتمة الليل تبحث عن نصفك الآخر بجانبك فلا تجده , تستعيذ بالله و تمسك الموبايل لتتأكد إذ أن هنالك مكالمة أو رسالة من الممكن أن تغير لك حياتك في اليوم التالي ...... مع إشراقة شمس نهار جديد .

الاثنين، 17 مايو 2010

ولادة جديدة .. يوميات باسل


لا يسعني في المقدمة سوى أن أتشكر كل شخص منكم , ابن قرطاج , ابن دبي , علي , جوزيف , طارق , خالد , عاشقة الحرية و جميع من ساهم بتغذية ذلك الشعور الذي أشعر به بأني جزء منكم و فرد من عائلتكم .


بعد العديد من الرسائل و الحوارات بيني و بين معجبي و محبي باسل فأنا اليوم معكم لأنقل لكم خبر هام , لقد قررت أن أعود لعالم التدوين لأكون معكم من جديد من خلال يوميات باسل , الفرق سيكون شاسع بالتأكيد لأن نصفي الآخر تامر لن يشاركني تلك اليوميات و القصص و لكن سأسعى جاهدا لأصعد في مرتبات سلم التدوين من جديد بفضلكم و معكم .


يوميات باسل ستكون على نفس النهج السابق , قصص قصيرة حقيقية أبطالها يعيشون بيينا و بجانبنا في أرض الواقع , سأنقل تجاربي لكل مثلي عربي رفض الخضوع و أصر على الحرية كنهج حياة له .. يومياتي ستكون لكل من يؤمن بالحرية الفكرية قبل الشخصية . و الفرق هذه المرة بأن قلمي لن يكتب الا الحقيقة و لن أساوم عليها ضعفاء النفوس , فأنا أدفع للنشر و لا أقاضى ثمن كلماتي .


بمساعدتكم سيكون يوم الجمعة من كل أسبوع انشاءالله موعد اللقاء مع يوميات باسل و التي من جديد لن تخاف الخطوط الحمراء , إذ انها ستشعر مع كل انسان , و ستدافع عن كل حق فكري , و ستنتشر لتتحدث بكل جرأة عن فضائح من يستخدم السلطة بطريقة خاطئة و ستكتب عن الصراع البشري بين ما هو صحييح و ما هو خاطئ .


و قبل الإنتهاء أترككم مع عدد قليل من الملاحظات :


أبدئها بإعتذار مني انا شخصيا باسل عن كل كلمة تؤذي عيون من يقرأها ترد في سطور الرسائل و التعليقات . انا أحبذ عدم حذفها لأنها تعكس النجاح و تنادي على أعدائة بصوت عال.


و أثنيها بتمنياتي لصديق عزيز على قلبي , يقرأ سطوري , بزواج سعيد لا يفرقه سوى القدر , شد حيلك بدنا نفرح فيك يا بطل!
ثالثهما توضيح ما أثير من كلام حول عصام القادري , الآن قد حذفت الصورة و التي أثارت زوبعة في التعليقات . للمرة المليون أقولها : نعم لقد قابلت عصام القادري في الحديقة , و ان كنت مسبقا قد أشرت للقائه بالمول التجاري , و لكن كان الهدف عدم قول الحقيقة بالكامل لان عصام لم يكن يعلم بأني أكتب عنه , اما اليوم فكل شيء واضح .


آخرها عبارة جميلة أريد أن أتركها معكم :


" الحرية شيء لا يمكنك ان تحصل عليه الا اذا كنت على استعداد لان تهبه لغيرك " ...


لنجدد لقائنا يوم الجمعة بإذن الله ..


باسل

الأربعاء، 5 مايو 2010

جسدي العاري و الذي ....


جسدي العاري و الذي سلمته لك في ليلة لا قمر فيها يخاطب حلمي المتجدد في كل يوم , يلقي بأضوائه المتكسرة على ظلال الوهن فتخلق من وجهك الصبوح آلهة إغريقية تجبر كل عاشق على ترتيل انشودة ابدية لك .. تذكر جمالك و تبحث عن عطفك لغفر ذنب الهجران !


صور عدة تتشكل في مرابع سطوري بين ما أحبة و ما اكره فيك .. تهمس في الوجدان حروف اسمك و تنادي عليك من البعيد , حاملة بضع ذكريات , جزء منها يفرحني و الجزء الآخر كتب علية " للحزن فقط " ..


ذكريات أعلقها على شماعات الوفاء كلما خلعت ثيابي , أهرب منها فتأبى إلا ان تلحق بي . أتلمس جسدي لأتأكد بأنه لا يزال حاضر و ملكي , أتلمسه بحذر و خجل .. جسدي ليس لي , و انما كل خلاياه نبض باسمك و تتجدد من أجلك و لا تعترف بحياة لا تحتويك .. كتبت علية " للمشاركه معك فقط " ..


الأصوات و الروائح و الأماكن تشكل جزء كبيرا من غذائي اليومي , أقتات عليه كلما تمنيت لقائك و أختزن الباقي ليوم آخر .. هكذا هي ذكرياتك , كالغذاء المتوازن , كالصوت الرنان , و الرائحة التي استدل عليها تلقائيا بين الزحام .. زحامهم الذي لا يحتوي على نسخة مثلك !


إن أشرقت شمس الغد الأصيل , و ان بقيت في جسدي الروح , وان تشتت مفترقات القدر فستبقى انت .. انت وحدك لا مثنى لك !


وقبل الرحيل تذكر ..


بأن هنالك عقلا يفكر بك .

قلبا يخفق لك .

روحا تدعو من أجلك .

و حلم جميل يهمس بصمت : عٌد .. عٌد

الاثنين، 3 مايو 2010

لحظات من الماضي .


أعزائي ..


.. اكتب لكم أول منشوراتي و التي خصصتها للحديث عن باسل في تكملة رواية " تامر و باسل " و التي شاء القدر أن تتوقف لسبب أو لآخر , ولكن الحرية رفضت إلا أن تكون أقوى من إرادة ضعفاء النفوس .. لذلك ها أنا معكم و لكم من جديد .


في أحد الليالي الصيفية رن الهاتف و دار بيني و بينه الحوار التالي :
- ألو باسل كيف حالك ؟
- أهلا مين معي ؟
- معقول ما عرفت صوتي يا بسول ؟
- ( لحظات قليلة كانت كالدقائق الطويلة , كان وقع المكالمة أقوى من لساني الذي شعرت بأنه قد عقد ) جاوبت بصوت خافت .. إنت عصام , عرفتك !
- حبيبي شو أخبارك ؟ و كيف صحتك ؟
- الحمدالله و انت كيفك ؟
- بخير و حاب أشوفك يا باسل ,
- ليش ؟ كيف ؟ و متى ؟
- ليش ما راح أقدر أجاوبك عليها , أما كيف , فمثل أي اثنين أصحاب , و متى شو رأيك نخليها للويك إند ؟
- هاهاهاها , و الله يا عصام طول عمرك بتعرف تجاوب .. اوكي على الويك إند انشاءالله !


سنتان و بضع شهور تفصلني عن آخر مرة إلتقيت بها بعصام القادري في العاصمة عمان , و لأكون أكثر تحديدا , سنتان و ثلاث شهور و خمس أيام . ما زلت أتذكرها لغاية اليوم و كأنها قد حصلت بالأمس .. عندما زارني بدون موعد في بيتي قبل زواجة بأيام , قدم و هو يتوعد و يقول بأنه لن يسمح لي بالمساس بحياتة الشخصية و يجب مني أن أحترم خصوصيته و تقاليده و بأن زواجه هو أمر محتوم و بأن عقابي سيكون وخيما لو تطاولت علية أو على تلك الخصوصية و تلك الزوجه بأي وسيلة .. صوت خطواته و هي تتجه نحو باب البيت الرئيسي الجريئة جعلت من فنجان قهوتي التركية يندلق في حجري بينما ( البنت الشغالة ) تطبطب على ظهري و تقول ... إتز اوكي سير إتز اوكي !

تلك السنوات الإثنتين , الشهور الثلاث , الأيام الخمس مرت كلمح البصر . لم أختر فيها توجه مشاعري نحو عصام القادري و التي كانت تتخبط بين الألم و اللوعه , الحرقة و الندم , السعادة و الهناء و الضعف و الهم ...
تقابلت و عصام في أحد الحدائق الكبيرة في العاصمة عمان بعد فترة الغداء يوم الجمعة , حدائق عبدالله بن الحسين الثاني , دخلت الحديقة من البوابة الشمالية رقم 7 و بدأت أبحث عن سيارة عصام بين العديد من السيارات المتناثرة بصفوف غير منتظمة , رأيتها من بعيد ... خالية !

- عصام ألو
- هلا باسل أنا شايف سيارتك صف مكانك و اطلع على التله الي مقابلك .. و اقفل الخط !


نظرت الى التلة التي أشار إليها عصام و اذ بي أرى ما لا يمكن لعدة أعمار مجتمعة أن تمحيه .. ها هو حبيبي القديم يجلس على كرسي خشبي بزي رياضي أنيق غير متكلف , في مساحة واسعة من العشب الأخضر , يجلس بحضنه طفل صغير يبلغ من العمر حوالي سنه و طفل أخر يجلس على العشب و يصفق بيديه الإثنتين .. علمت فورا بأنهما أولاد عصام .


الخطوات التي كانت تفصلني عنه كانت كبيرة للغاية , ما أتذكره جيدا بأني وددت أن أترك المكان و أختبئ بسيارتي قبل أن أغادر .. لا أعلم تحديدا لماذا لم أفعل ذلك , ربما شده الحب أو شده الخوف و لكن ما أنا متأكد منه بأنه ليس مزيج من الإثنين ..


لا أريد ذكر تفاصيل اللقاء لانها مرهقة نفسيا ! و لكنه كان من أجمل لقائاتي بعصام خلال فترة طويلة من الزمن , عرفت بأنه سعيد بزواجه الحالي و بأنه رزق بتوأم أولاد , أحدهم سماه على إسمي و الآخر على أسم والد زوجته , قال لي بأنه لم ينساني يوما و بأن حبي في قلبة نبع لا يتوقف عن النبض يوميا و لكن في مسار مختلف . قال لي بأنه من الممكن أن يذهب للعمل في السعودية و بشأن أختيار باسل إسم لإبنه فقد اعترف بأني أجمل و أنقى ما مر بحياته ( بدي أشوف أبني متلك و كل لما يكبر بدي ياه يزكرني فيك ) ..

كان اللقاء يغلب عليه الطابع الحواري أحادي التوجه , كان يوجه كلامه لي بدون أي تعليق مني , حتى معالم وجهي كانت خاليه من أي تعبير , ضربات قلبي غير منتظمة و أنفاسي متقطعة .. قطعت كلامه و طلبت منه أن أحمل باسل ... بحذر شديد مسكت باسل الطفل ذو العام واحد تقريبا واجلسته بحضني بعناية فائقة... بدأت بقرائة سورة الإخلاص بأذنه اليمنى ( قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ . اللَّهُ الصَّمَدُ . لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ . وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ ) و بعد الإنتهاء بدأت بالبكاء الشديد و انا أحضن باسل بشدة نحو صدري ...


لعبنا على ذلك التل الأخضر نحن الأربعة و كأننا نتشارك بعمر واحد , إلتقطت العديد من صور الذكريات , و ضحكنا جدا على باسل الصغير و هو يحاول أن يأكل العشب . توادعنا على أمل لقاء جديد .. و اليوم و انا أكتب لكم هذه الحلقة فقد كنت مع عصام على الهاتف لسبب ستعلمونه لاحقا !


كانت السنة النهائية في حياتي العلمية في المدرسة لا بأس بها , في الفصل الأول حملت مادة البيولوجي , و لكن الفصل الثاني فقد نجحت بكل المواد المقررة بنسب جيدة . والدتي لا تزال كما هي .. تحب أظافرها و المال ! أما والدي فقد أغلق مصنع النمسا بعد الأزمة الإقتصادية و انتقل للعيش في كندا على أمل انعاش ما تبقى له فيها !


رحلت من الأردن لبريطانيا فور حصولي على قبول من أحد الجامعات اللندنية , أدرس الآن في فصلي الثاني دراسات عليا تخصص علم النفس السلوكي الإجتماعي في النمط التطبيقي . أسكن بأحد الضواحي القريبة من العاصمة الضبابية منذ حوالي السنة من الزمن في منزل إشتراه لي الوالد للعائلة , في الأول كنت أسكن في لندن و لكن نمط الحياة و تعدد الناس فيها يجعلها سيئة لمن يبحثون عن الراحة و لحظات الهدوء و السكينة. جدول محاضراتي ثلاث أيام في الأسبوع , و ثلاث أيام أخرى أشتغل بها في أحد مراكز الإرشاد و التثقيف الجنسي حول الأمراض السارية بين المثليين و كافة الناس . اما اليوم السابع فأخصصة لنفسي أو للراحة .


حاليا أنا لا أعيش أي نوع من العلاقات العاطفية , لقد تغيرت تعريفات العلاقات حين بدأت بدراستي و بعد عدة علاقات غير مستقرة مع المثليين العرب .. قررت أن أتفرغ لذاتي و لنفسي , أما باب الحب فهو شامخ كما كان , مفتاحه الصدق و قفله العطاء ... أبوابة فولاذية و لكنها خفيفة كجناح فراشة يحرقها النور ..


الملاحظة الأخيره : لقد سمح لي عصام القادري بأن أعرض صورة ابنة ( باسل ) على البوست و علل ذلك بأنه لا يرفضلي طلب . على شرط أن تكون لأيام محدوده فقط . شكرته من كل قلبي , لأني كنت شبه معتقد بأنه سيرفض ! أترككم مع الصورة و الذكريات التي تنصب في كل يوم أمامي فخا من التفاصيل القاتلة ....

السبت، 1 مايو 2010

اليكم


في عتمة الليل الحالك , هنالك دائما ذلك القمر الذي ينير درب القلوب التائهة , يجمل الليل لتصبح سماءه مضاءة بالنجوم ذات الأحجام المختلفة . تلك القلوب غدر بها الزمن , خدعها الحبيب , و هجرتها التوبة . و تلك النجوم , بعضها ينير بلا توقف , و البعض الأخر يحرق نفسه بنفسه من فرط التوهج ..... أما القمر فهو قمر بكل حالاته , ان كان هلالا , محاقا ام بدرا !

لكم ... كم أنا أشتاق .....
تأخرت عنكم لكثرة إنشغال الحياة بي , فآثرت تناول أحد المهدئات العصبية , تعزلني عن الحياة اليومية و متاعبها فتجعل مني جزءا واحدا , عقلا واحدا , وقلبا واحدا يفكر , يخفق , و يعمل لكم و لأجلكم !
أصدقائي , انا باسل .. النصف الثالني لسلسة " حكايات تامر وباسل " التي كان مرشدي ومشاركي بها أخي الروحي تامر والتي لا زلت لغاية الأمس أستلم العديد من الرسائل على بريدي الخاص تطلب مني أن أعود الكتابة , جزء يسألني عن حياتي الخاصة , جزء يسألني عن عصام القادري , و جزء يشتمني لاني خنت العهد الذي وعدتكم به .
أترككم لأقل من دقيقة مع إحدى الرسائل التي تركت اثرها في نفسي بطريقة بالغة , تشكل جزء من يومي بشكل خاص و أجد نفسي تلقائيا أفكر بكلمات مرسلها .. أتركها معكم مع ملاحظة بأني حذفت اسم المرسل بعد أخد موافقته على نشرها :


" باسل .. كلماتك هي غذائي اليومي , شكرا يا أخي لأنك انقذتني من الإنتحار عندما حاولت ان انهي تلك الحياة التي خلت من اي معنى للإقدام في مسيرتها .. الليلة الفائتة فككت اسطوانة الغاز من التدفئة في غرفتي , أغلقت النافذه , و وودعت الذكريات , فتحت صنبور الإسطوانة فبدأ صوت التسريب الغازي يملأ الغرفة , لحظات معدوده بدأت أشعر برائحة الغاز تملؤها و تملا أنفي , لم أخف فهاذا ما أريد .. تذكرتك و تذكرت رسالتك التي ارسلتها لي من مطار هيثرو في لندن , تذكرت وعدك لي بأن الحياة ستمنحني الجميل وان كانت قد أخذت مني الاجمل .. كانت صورتك هي الوحيدة في مخيلتي , صورتك و مذكراتك و تلك الرسالة التي تدفعني لحب الحياة و تقدير نعمتها , ثوان أخرى أستغفرت بها الرحمن و أقفلت الإسطوانة و هرعت للنافذة .. فتحتها و استنشقت ذلك الهواء العليل قبل أن اكتب رسالتي لك لأقول لك شكرا ... منحتني الحياة من جديد " .


لا أعلم تحديدا نوع الموضوعات التي سأتناولها في مدونتي , من الممكن أن تكون يومياتي , او قصص حياتي الخاصة , أو أي اقتراح تفضلونة انتم .. ولكن في هذه المرة سيكون التعامل أكثر عملية , إذ أن التواصل سيكون بشكل متصل و غير منفصل نهائيا !
أعزائي , اليوم أعلن بدايتي في التدوين لانضم الى قافلة المدونين معكم , انا لا أطمح للشهرة و لا للتميز , و انما لأكون من جديد مع من أحببت و لأتواصل عن قرب مع من طلب التقرب مني , أرجو منكم أن تستقبلوني معكم و لكم مني كل الإحترام
باسل .